عبدالله علي بن محفوظ

السلام عليكم 3 أبريل 2014

تجربتي مع اختبار اميوبرو مدتها شهر واحد فقط تقريبا، و قد تسألني ما الذي دفعك لتجربة هذا الاختبار؟ و الجواب الطبيعي لمن يعاني من آلام المفاصل و الصدفية هي: أي قشة تنقذ الغريق. و لكن مع تمعني في فكرة الاختبار، و كيف أن كثيرا من الأطباء المتخصصين لم يكونوا يعالجون المرض بذاته، و كيف أنهم يعترفون أساسا بعدم فهم ميكانيكية المرض و كيف ينشأ، وجدت أن هذا الاختبار يأخذ منحى مختلفا عن باقي المتخصصين. و قد جربت الابر الصينية، و علوم الطاقة، بل جربت غرف التجميد السريع الذي قد تسمعون به لأول مرة، و هي كانت تجربة مميزة في جمهورية التشيك، و جربت الأعشاب؛ كلا حسب وجهة نظره، و جربت التدليك التايلندي و الصيني بل و حتى الروسي، و جربت الحجامة عند كثير من الممارسين، و جربت التأمل، و جربت غسيل القولون، و لا أنكر أن كل ما سبق كان له تأثيرا جيدا، ولكنه لم يعالج المشكلة الأساسية.

و مع استمرار بحثي المتواصل عن علاج الذي بدأت به عام 2003، وجدت من يتحدث في الانترنت عن تسرب بقايا الطعام الغير مهضوم إلى مجرى الدم عن طريق الأمعاء الدقيقة، و كيف أن دخول بقايا الطعام الغير مهضوم هو السبب الرئيسي لكثير من الأمراض المزمنة. و قد كان ذلك في نهاية عام 2013، فهذا يعني أن بحثي المتواصل مدته عشر سنوات. و قد بدا ذلك لي منطقيا، حيث أن كل العلاجات التي جربتها و لم تجد نفعا لم تتطرق إلى مشكلة الأمعاء نهائيا. و سألت طبيبا قريبا لي عن إمكانية فحص الأمعاء بالمنظار للكشف عن هذه التسربات، فقال لي إن كان ما يدعونه صحيحا فلن يكشفه المنظار، لأن هذه التسربات صغيرة جدا و لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة عن طريق المنظار. و العلاج البديهي لمشكلة تسرب الطعام الغير مهضوم إلى مجرى الدم هو التوقف عن مسبباته. و وجدت أن مسبباته هي أصناف الطعام المعتادة التي نأكلها كل يوم، و قد تصدم عندما تعلم أنها: الطماطم و القمح و البطاطس و الفلفل و الباذنجان. و نظرا للآلام التي لم ترحمني منذ فترة طويلة، قررت الابتعاد نهائيا عن الأصناف الخمسة السابقة الذكر. و كيف أن هذه الأصناف يصعب هضمها و تترسب في الأمعاء الدقيقة، و تتسبب في ثقب جدار الأمعاء الدقيقة و تتسرب إلى مجرى الدم بشكل غير مهضوم. و هذا يؤدي إلى استثارة جهاز المناعة بشكل متواصل ليهاجم بقايا الطعام الغير مهضوم باستمرار، الأمر الذي يؤدي إلى قيام حرب شعواء بداخل الجسم و متواصلة لاستمرار تدفق مسببات ثقب الأمعاء من بقايا الطعام نتيجة استهلاكي للأصناف الخمسة السابقة.

و بدأت تتراجع عندي مشكلة الصدفية الجلدية، و لكن لم تتراجع مشكلة الآلام التي لا زالت متواصلة، و إن كانت قد خفت حدتها، و لكنها موجودة تذكرني باستمرار بوجود مشكلة لم يتم حلها. أما مشكلة الصدفية الجلدية فقد كانت في فترة الثلاث سنوات الماضية متهيجة باستمرار و في تزايد. و مع امتناعي عن الأصناف الخمسة المذكورة سابقا، توقف هيجانها و توقف انتشارها و بدأت تتضاءل و تخف تدريجيا. و لكن كما أسلفت لم تحل مشكلة الآلام.

و كما هو معلوم أن المواضيع المتشابهة تفتح أبوابا على نفسها، فقد قرأت في الانترنت أن من مسببات الأمراض المزمنة هو التحسس من الطعام، و أنه لا بد من القيام بتحاليل حساسية الطعام للوقوف على مسببات الحساسية. و قمت بالبحث عن أنواع الاختبارات للحساسية، بل و قمت بالبحث عن أفضلها، و بدأت بالبحث عنها في المملكة العربية السعودية، لأنه قد أضناني السفر و تكاليفه. و قد هداني الله إلى مواطنين أشقاء ليس بيني و بينهم أي معرفة سابقة، و وجدت لهم موقعا في الانترنت يشرح بطريقة مبسطة عن الاختبار(www.aldawleiah.com ). و قمت باتصالاتي معهم، و تأكدت من أنهم جهة رسمية معتمدة، و حددت معهم موعدا للقيام بسحب عينة الدم. و بعد أسبوع استلمت منهم تقريرا مفصلا عن الأطعمة المسببة للحساسية.

تفاجأت بأن المسببات الخمسة التي بدأت بها لم تكن ضمن مسببات الحساسية في اختبار اميوبرو. بل ظهرت أنواع أخرى من الطعام لم تكن لتطرأ على بالي و كانت مسببة للحساسية، مثل اللوز الحجازي و الرمان و الفستق. و أهم مسبب للحساسية لدي كان هو الحليب و مشتقاته، و الحليب يعد بالنسبة لي من أجمل و ألذ الأطعمة، بل و الحليب تدخل صناعته في كثير من أنواع الحلويات… و بالأخص في الخبز.

فقمت بتغيير طريقة الحمية التي كنت أتبعها من الخمس مسببات لتسرب الطعام إلى مجرى الدم إلى طريقة اميوبرو. و كانت النتيجة اختفاء الآلام و تهيج الصدفية الجلدية مرة أخرى. و حاليا أنا الآن أكتب و قد قررت اتباع الحميتين، التي أراها صعبة جدا، و لكن لا حل أمامي الآن سوى اتباع الطريقتين. و ذلك لمدة ستة أشهر على الأقل، حتى تتمكن الأمعاء من بناء نفسها مرة أخرى، و أتجاوز المشكلة الأساسية من تسرب الأمعاء، و تقليل الضغط على جهاز المناعة بتجنب الأطعمة الأخرى المسببة للحساسية.

و أضيف أيضا أنني كنت سابقا أستخدم دواء للقضاء على الصدفية و إن كانت له آثار جانبية غير مرغوبة، و لكن هذا الدواء في السنوات الأخيرة لم يجد نفعا معي. و عندما اتبعت الحميتين الجديدتين بدأ الدواء يأخذ منحى مؤثرا و بدأ الجسم يستجيب له.
و لا بد من أن أذكر حديث الرسول محمد صلى الله عليه و سلم؛ بأن المعدة بيت الداء و بيت الدواء. فما نأكله سينعكس علينا سلبا أم إيجابا. فلو كان أكثر طعامنا صحيا مثل الورقيات و الخضروات، فهذا سينعكس إيجابا على الجسم. و لكن حياتنا المدنية الحديثة، اعتدنا فيها الأطعمة التي تدخلنا كثيرا في صنع وصفاتها و تطييب مذاقها إلى درجة بدأت أجسامنا تشتكي و تصيح.

و من يعرفني في بداية هذه السنة الميلادية الجديدة 2014، و يراني الآن في بداية أبريل من نفس العام، سيرى نزولا لعشرة كيلوغرامات من وزني و بدون رياضة. و لا أزكي نفسي في الحمية، فقد كنت أخرج عنها بين فترة و أخرى، و لكن عرفت ماذا يضرني، و ماذا أفعل لكي أتجنبه قدر الامكان. خصوصا و أني قمت بالتقليل من الأطعمة الصعبة الهضم، و تجنب الأطعمة المسببة للحساسية، و الاكثار من الأطعمة المفيدة.
عبدالله علي بن محفوظ